أفادت لبنى مصاروة في القدس بأن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أزال اسم مروان برغوثي بشكل أحادي من قائمة تبادل الأسرى في اللحظات الأخيرة، ما عرض تنفيذ صفقة وقف إطلاق النار في غزة لخطر الانهيار.
أوضح ميدل إيست آي أن برغوثي، الذي تحظى شعبيته بقاعدة واسعة في الاستطلاعات، اقتدم كأحد أبرز الأسماء الممكن استبدالها مقابل 48 أسيرًا إسرائيليًا في غزة.
أفاد مصدر مقرب من البرغوثي وعائلته لموقع ميدل إيست آي أن الوسطاء، ومن بينهم المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، وضعوا توقيعهم على قائمة الأسرى التي ضمَّت اسم برغوثي ليلة أمس.
أبلغ مسؤول إسرائيلي الصحفيين يوم الخميس بأن "في هذه المرحلة لن يكون جزءًا من هذا الإفراج"، ما دفع المصادر إلى القول إن الإزالة حصلت بقرار مكتب رئيس الوزراء منفردًا.
أضاف المصدر أن أسماء أخرى عُزلت عن القائمة أيضًا، بينها أحمد سعدات زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وحسن سلامة مسؤول مهم في حماس، وعبد الله البرغوثي قائد في حماس غير ذي صلة بمروان.
أثار سحب هذه الأسماء مشاكل تنفيذية في اتفاق وقف إطلاق النار إذ يسعى المفاوضون إلى استعادة مواقع هؤلاء على القائمة.
حذر البعض من أن إطلاق سراح مروان البرغوثي يشكل خطًا أحمر لوزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتامار بن غفير، الذي قد يعرقل حكومة بنيامين نتنياهو إذا سحب نواب حزبه دعمهم للحكومة.
واصلت زوجة البرغوثي وجودها في القاهرة للضغط على المفاوضين من أجل إدراج اسم زوجها في صفقة التبادل، فيما يعمل الوسطاء على محاولة التوصل إلى اتفاق حول أسماء الأسرى المُفرَج عنهم.
أفاد مسؤول حماس لقناة الجزيرة بأن الوسطاء يقفون على طاولة المفاوضات سعياً إلى اتفاق يقضي بالإفراج عن الأسرى، وأوضح أن الفلسطينيين سيعقدون حوارًا وطنيًا لتنسيق موقف الفصائل بشأن استجابة إسرائيل لقوائم الأسرى.
نصّ اتفاق وقف إطلاق النار المتفق عليه بين إسرائيل وحماس على أن تُفرَج الأسرى الإسرائيليون مقابل إطلاق سراح 2000 فلسطيني محتجزين في السجون الإسرائيلية، من بينهم 1700 رجل وامرأة وطفل مُعتقلون من غزة من دون توجيه تهم.
قضى مروان البرغوثي في السجن منذ عام 2004، ويخضع للحبس الانفرادي منذ بدء ما تصفه جهات أممية ولجان تحقيق بأنه إبادة في غزة في أكتوبر 2023.
برز البرغوثي كقيادي بارز في فتح خلال الانتفاضة الثانية (2000–2005)، وتعرّض لاستهداف إسرائيلي نظير دوره القيادي آنذاك، فيما تظهر استطلاعات الرأي أنه، لو خُير رشّح نفسه، لكانت فرصه في الفوز برئاسة فلسطينية عالية لكونه شخصية موحِّدة رغم ارتباطه بحركة فتح الممثلة للسلطة الفلسطينية.
دعا الوسطاء مصر وقطر في وقت سابق إلى دعم إدراج البرغوثي في صفقة المرحلة الثانية لوقف إطلاق النار، وبذل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ومدير جهاز المخابرات المصرية الفريق حسن محمود رشاد جهودًا شخصية لدفع ملفه.
أعربت مصادر أخرى عن خشية بعض قيادات السلطة الفلسطينية من أن يؤدي إطلاق سراح برغوثي إلى تقويض قيادة محمود عباس، وهو ما دفع تلك القيادات إلى رغبة في استبعاده عن أي تبادل أسري.
زار إيتامار بن غفير البرغوثي في السجن في أغسطس، وصوّر اللقاء شاشةً ظهر فيها بن غفير ملوِّحًا بتهديدات عنيفة موجَّهة لمن يعارضون إسرائيل: "من يعبث بشعب إسرائيل... سنمحيه".
نشر مقطع الفيديو الذي ظهر فيه بن غفير والبرغوثي على وسائل التواصل الاجتماعي، وأظهر البرغوثي في حالة بدت عليها آثار السجن والانعزال الطويل.
تجدر الإشارة إلى أن أي تغيير مفاجئ في قائمة الأسرى يحمل آثاره السياسية والإنسانية؛ فإدراج اسم البرغوثي كان سيثير استجابة شعبية فلسطينية واسعة، بينما استبعاده يفاقم احتقان الفصائل ويفتح بابا للاحتجاجات والتوتر داخل الساحة السياسية الفلسطينية.
تظل المفاوضات هشة وتعتمد على توازنات داخلية إسرائيلية وخارجية إقليمية، فيما يبقى نفوذ وساطة القاهرة والدوحة عاملًا حاسمًا في إمكانية إنقاذ الصفقة إن استمر الوسطاء في جهودهم لإعادة التفاوض حول الأسماء.
https://www.middleeasteye.net/news/marwan-barghouti-will-not-be-released-gaza-deal-says-israeli-spokesperson